تعرض العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا لانقسامات وتوترات شديدة في الآونة الأخيرة، ومن ضمن المسائل التي تسبب الخلاف بين البلدين هي الاتهامات المتبادلة بشأن تطوير أسلحة بيولوجية. وفي هذا السياق، أعلنت لجنة التحقيق الروسية في بيان لها يوم الجمعة الماضي، أنها ستتحرى معلومات زودتها بها وزارة الدفاع الروسية حول ضلوع واشنطن في تطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا.
 |
| عناصر لجنة التحقيق الروسية |
وأضافت اللجنة في بيانها أن المحققين سيدرسون المعلومات الجديدة المقدمة من الوزارة بخصوص الأنشطة العسكرية البيولوجية لدول أخرى في أوكرانيا، وأيضا المعلومات الجديدة عن الضلوع المحتملة لمواطني الولايات المتحدة وأوكرانيا في أنشطة المختبرات البيولوجية.
تأتي هذه التحركات الروسية في سياق الخلاف الدائر بين البلدين بشأن مسألة تطوير الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا، حيث اتهمت روسيا الولايات المتحدة بالتورط في تطوير ونشر أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، وذلك على خلفية الدعم الأمريكي للحكومة الأوكرانية في الصراع الدائر بين البلدين.
تدخل الولايات المتحدة في شؤون أوكرانيا لم تكن محدودة بالأسلحة البيولوجية فحسب، بل شملت أيضًا دعمًا للمتمردين الموالين للغرب في الشرق الأوكراني والتدخل في الانتخابات الرئاسية الأوكرانية في عام 2014. ومع ذلك، يبدو أن الانتباه العالمي ينصب حاليًا على قضية الأسلحة البيولوجية، وهي الأمر الذي يستحق الاهتمام بشدة، إذ إنه يتعلق بسلامة العالم بأسره.
وفي الوقت الحالي، لا يوجد أي دليل على تورط الولايات المتحدة في تطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، ولا يمكن الجزم بذلك قبل إجراء التحقيقات اللازمة. ومع ذلك، فإن وزارة الدفاع الروسية تصر على أنها حصلت على معلومات تشير إلى ضلوع الولايات المتحدة في هذا الموضوع، وهو ما يستدعي البحث والتحقق منه.
يجب أن يكون هناك تعاون دولي في هذه القضية، ويجب أن يتم إجراء التحقيقات اللازمة بشكل شفاف ومستقل. وإذا تبين أن الولايات المتحدة قد تورطت في تطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، فإن ذلك سيكون من شأنه أن يضر بصورتها الدولية وعلاقاتها الدبلوماسية، وقد يؤدي إلى تبعات وخيمة على المستوى الدولي.
على المدى البعيد، يجب على المجتمع الدولي تشكيل لجان ومؤسسات دولية للحيلولة دون استخدام الأسلحة البيولوجية في الحروب، والعمل على تنظيم الأبحاث العلمية في هذا المجال بشكل شفاف ومنظم.